مثمن للجواهر كان عمله شاقا جدا, فقد كان يحيط به قدرا من الصوانى من المجوهرات الجاهزة. وكان عليه ان يقدر ثمن كل جوهرة وان يضع كل واحدة فى المكان الذى يناسب قيمتها . سئل واحد من هؤلاء المثمنين: " كيف يمكنك كل يوم ان تتعامل مع مئات من الجواهر و تقدر ثمنها دون ان تتلخبط ؟ وكيف يمكنك ان تعرف ما هو حقيقى منها من المزيف ؟ وكيف يمكنك ان تفصل و تميز بينها . ابتسم المثمن وقال :"يا عزيزى انه امر بسيط جدا ,ثم مد يده و اشار الى الجوهرة الاصلية فى اصبعه و قال :هذه الجوهرة مثالية و مضبوطة تماما , ولا يوجد بها اى نوع من العيوب , ومع كل نصف ساعة اضع هذه الجوهرة تحت نظارتى و اتطلع فيها , ونظرى المستمر و المتكرر الى هذه الجوهرة يجدد و يستعيد نشاطى المستمر لقيمة الجواهر المختلفة . وضع هذه الجوهرة القياسية لمثمن الجواهر هو بالضبط وضع يسوع بالنسبة لنا .بتطلعنا الدائم اليه , وبقياسنا لكل الاشياء على ضوء كماله ,يصبح لنا التمييز و الافراز لما هو حقيقى وما هو ليس كذلك , ما هو الصواب و ما هو خطاْ , ما هو جائز و ما هو غير جائز , ما هو معقول و ما هو مخبول , ما هو الهى و ما هو شيطانى , ما يحل و ما لا يحل!